روتشستر، ولاية مينيسوتا — كشفت دراسة جديدة أجراها باحثو عن وجود طفرة جينية محددة — الحمض النووي السرطاني الدوراني (ctDNA) لجين كيراس (KRAS) — تشير بقوة إلى زيادة خطر انتشار السرطان وانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى المصابين . تم التعرف على الطفرة باستخدام اختبار الدم والسائل البطني الذي يمكن إجراؤه بسهولة والمعتمد سريريًا.
والسرطان الغدي القنوي نوع شرس من السرطان يصعب تشخيصه في العادة، والذي يكون قد انتشر بالفعل لأجزاء أخرى من الجسم لدى أغلب المرضى عند التشخيص الأولي، وغالبًا ما تخفق الاختبارات الحالية في رصد هذا الانتشار الخفي. مما يُصعِّب من إمكانية تحديد أفضل إستراتيجية علاجية. وقد تساعد النتائج المنشورة في في تحديد المرضى الذين يكون السرطان لديهم أكثر عرضة للانتقال لمناطق أخرى من الجسم، وبالتالي تزويد الأطباء والمرضى بالمعلومات الصحيحة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن العلاج.
يقول الدكتور ، اختصاصي جراحة الأورام الكبدية الصفراوية وأورام البنكرياس في في مايو كلينك: "يُعد هذا تقدمًا جوهريًا في التعامل مع السرطان الغُدي القنوي". الدكتور تروتي هو المُعِد الرئيسي لهذه الدراسة. "لقد كان هذا الاختبار الجيني متاحًا لعدة سنوات إلا أننا لم نكن نعرف قيمة النتائج أو كيفية تفسيرها. إن معرفة حالة جين كيراس ستمُكِّن المريض ومزود الرعاية الصحية من اتخاذ قرارات أفضل بشأن العلاج الفردي للسرطان.
وجدت دراسة استباقية مستقبلية شملت ما يقرب من 800 مريض — وهي أكبر سلسلة مرضى حتى الآن بالنسبة للدراسات السابقة التي استخدمت الحمض النووي السرطاني الدوراني — أن 20%-30% من المرضى المصابين بسرطان البنكرياس الغدي القنوي يكون متحور الحمض النووي السرطاني الدوراني لجين كيراس لديهم قابلًا للكشف في الدم و/أو الصفاق، وأن أولئك الذين لم يتلقوا أي علاج سابق، مثل العلاج الكيميائي، كان لديهم أعلى معدل للإصابة. لذلك توصي الدراسة بإجراء فحوصات الحمض النووي السرطاني الدوراني قبل بدء العلاج للحصول على أعلى مردود.
فحص الباحثون البيانات بين عامي 2018 و2022. وأظهرت اختبارات عينات الدم أن 104 مريضًا (14%) كان لديهم طفرة متحور الحمض النووي السرطاني الدوراني لجين كيراس. وكان هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بحالة متقدمة من السرطان المنتشر ولديهم معدل أقل للبقاء على قيد الحياة. وأظهرت المزيد من الاختبارات للسوائل حول التجويف البطني في 419 مريضًا نتائج مماثلة: 123 (29%) كان لديهم واسم ورمي، وحصل هؤلاء المرضى أيضًا على أسوأ النتائج. وأشار وجود هذا الواسم، سواء في الدم أو السائل البطني، إلى مآل أسوأ للمرض.
وأوضحت الدراسة أنه في حين أن الجراحة هي العلاج الشافي الوحيد، إلا أن أغلب المرضى يعانون من انتشار السرطان بعد الجراحة. وتساعد الاختبارات على تحديد المرضى الأقل قابلية للانتفاع بالجراحة وحدها، وتوجيه القرارات العلاجية نحو العلاج الكيميائي و/أو الإشعاعي قبل الخضوع للجراحة. أما بالنسبة للمرضى الذين ليس لديهم طفرة كيراس (حوالي 10% من الحالات)، يكون الاختبار أقل حسمًا وتكون هناك حاجة إلى إجراء اختبارات أخرى.
تقول الدكتورة اختصاصية الجراحات الكبدية الصفراوية وجراحات البنكرياس في قسم الجراحة بمستشفى مايو كلينك: "من الناحية التاريخية، كنا ندرك أن طفرات كيراس مرتبطة بنوع أكثر شراسة من الناحية البيولوجية لسرطان البنكرياس". الدكتورة ليتينج هي المُعِدة الأولى للدراسة. "ولكن هذه الدراسة الضخمة تعطينا فهمًا أوضح لكيفية تفسير نتائج الاختبارات واستخدامها لتحسين رعاية المرضى. حيث تتيح المجال لتصنيف مراحل المرض بشكل أكثر دقة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات علاجية أفضل.
ويوصي الباحثون بأن يصبح هذا الاختبار جزءًا قياسيًا من التشخيص الأولي لسرطان البنكرياس الغدي القنوي، مما يتيح تصنيف المخاطر بشكل أكثر تخصيصًا ووضع خطط علاجية أكثر فاعلية.
ويقول الدكتور تروتي: "إن هذه القدرة التشخيصية المحسّنة تمنح الأمل للمرضى وعائلاتهم في مواجهة هذا المرض الصعب". "إنه لأمر يدعو للتفاؤل أن نرى كيف يمكن لتطورات الاختبارات الجينية مساعدة مرضانا بشكل مباشر".
###
نبذة عن مايو كلينك
هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة .
نبذة عن مركز مايو كلينك الشامل للسرطان
تم اعتماد مركز كمركز شامل للسرطان من قِبل ، ويضع المركز معايير جديدة لمراكز السرطان المستقبلية، مع التركيز على تقديم رعاية استثنائية متمحورة حول مرضى السرطان لجميع الأفراد. في مركز مايو كلينك الشامل للسرطان، تقود ثقافة الابتكار والتعاون إنجازات بحثية رائدة في مجالات الكشف عن السرطان والوقاية منه وعلاجه، بهدف تغيير حياة المرضى.