روتشستر، مينيسوتا — كشفت دراسة جديدة من أن الأشخاص المصابين يملكون عددًا أقل بنسبة تصل إلى 50٪ من نوع محدد من خلايا الدماغ التي تساعد في تهدئة الإشارات الحركية المفرطة، مقارنةً بالأشخاص غير المصابين. وقد يكون هذا النقص سببًا رئيسيًا في عدم كبح الإشارات الحركية، مما يؤدي إلى التشنجات اللاإرادية التي تُعد السمة المميزة لهذا الاضطراب.
نُشرت الدراسة في ، وتُعد الأولى من نوعها التي تحلل خلايا دماغية فردية لأشخاص مصابين باضطراب توريت. كما تُسلط النتائج الضوء على كيفية تفاعل أنواع مختلفة من خلايا الدماغ بطرق قد تسهم في أعراض المتلازمة.
يقول ، عالم في علم الجينوم في وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: "قد تُسهم هذه الأبحاث في تمهيد الطريق لجيل جديد من العلاجات. وإذا تمكّنا من فهم كيفية تغيّر هذه الخلايا الدماغية وكيفية تفاعلها، فقد نتمكن من التدخل في وقت مبكر وبشكل أكثر دقة."
يُعد اضطراب توريت حالة نمائية عصبية تبدأ عادةً في مرحلة الطفولة. ويتسبب في حركات وأصوات لا إرادية متكررة مثل رمش العين، أو تنحنح الحلق، أو ارتجاف عضلات الوجه. وعلى الرغم من أن الدراسات الجينية حدّدت بعض الجينات المرتبطة بزيادة الخطورة، إلا أن الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا الاضطراب لا تزال غير مفهومة بشكل واضح.
لفهم ما يحدث في الدماغ بشكل أفضل لدى المصابين بمتلازمة توريت، قام الدكتور أبازوف وفريقه بتحليل أكثر من 43,000 خلية فردية من أنسجة دماغية مأخوذة بعد الوفاة لأشخاص مصابين وغير مصابين بالحالة. وركز الفريق على العقد القاعدية، وهي منطقة في الدماغ تساعد في التحكم بالحركة والسلوك. وفي كل خلية، درسوا كيفية عمل الجينات، كما حللوا كيف يمكن أن تؤدي التغيرات في أنظمة التحكم الجيني في الدماغ إلى حدوث التوتر والالتهاب.
أولاً، اكتشفوا أن الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت لديهم انخفاض بنسبة 50٪ في عدد الخلايا العصبية البينية، وهي خلايا دماغية تساعد في تهدئة الإشارات الزائدة في دوائر الحركة في الدماغ. كما رصدوا استجابات للتوتر في نوعين آخرين من خلايا الدماغ. أظهرت الخلايا الشوكية المتوسطة، التي تُشكّل غالبية خلايا العقد القاعدية وتساعد في إرسال الإشارات الحركية، انخفاضًا في إنتاج الطاقة. أما الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي الخلايا المناعية في الدماغ، فأظهرت علامات على وجود التهاب. وكانت هاتان الاستجابتان مترابطتين بشكل وثيق، مما يشير إلى احتمال تفاعل هذه الخلايا معًا في اضطراب توريت.
يقول ييفان وانغ، دكتوراه، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة: "نحن نلاحظ أن أنواعًا مختلفة من خلايا الدماغ تستجيب للتوتر وقد تكون تتواصل فيما بينها بطرق قد تسهم في ظهور الأعراض."
تُقدم الدراسة أيضًا أدلة على أن السبب الكامن وراء التغيرات التي تحدث في خلايا الدماغ لدى المصابين باضطراب توريت قد يكون مرتبطًا بأجزاء من الحمض النووي (DNA) تتحكم في توقيت تشغيل الجينات وإيقافها.
يقول الدكتور أبازوف: "يبدو أن مرضى توريت يمتلكون نفس الجينات الوظيفية كباقي الأشخاص، ولكن التنسيق بينها مختل."
يعتزم الباحثون بعد ذلك دراسة كيفية تطور هذه التغيرات الدماغية مع مرور الوقت، والبحث عن عوامل جينية قد تساعد في تفسير هذا الاضطراب.
أُجريت الدراسة بالتعاون مع مختبر الدكتورة فلورا إم فاكارينو في جامعة ييل. لمراجعة القائمة الكاملة للمؤلفين والإفصاحات ومصادر التمويل، يُرجى الرجوع إلى .
###
نبذة عن مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. قم بزيارة للحصول على المزيد من الأخبار المتعلقة بالمؤسسة.
جهة التواصل الإعلامي:
- سوزان ميرفي، مايو كلينك للتواصل، البريد الإلكتروني: [email protected]